{ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ { 62 ) }
لما كانت الآية السابقة على هذه قد بينت حال المتقين الصادقين المحسنين ، فكأنما بينت الآية الكريمة الثانية والستون يسر الوصول إلى هذه الدرجات العالية من الإحسان ، فإن البر الرحيم لا يكلف نفسا إلا قدر طاقتها ، ولا يشرع لعباده إلا ما في وسعهم ، فإن لم يبلغوا في عمل البر وفعل الطاعات مبلغ السابقين فلا عليهم بعد أن يفعلوا المستطاع ؛ ولهذا كان من هدى الإسلام : سددوا وقاربوا ؛ { ولدينا كتاب ينطق بالحق } وعندنا كتاب استنسخناه مما قال المكلفون وعملوا ، يظهر الحق المطابق للواقع على ما هو عليه ؛ ينطق الله الصحائف ، أو ينطق الأنبياء والملائكة بما في صحائف أعمال العباد ، أو ينطق كل واحد بما في كتابه ، مصداقا لوعده الذي لا يخلف : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا . اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ){[2362]} ؛ { وهم لا يظلمون } في الجزاء بنقص ثواب أو زيادة عذاب ؛ بل يجزون بقدر ما عملوا وشهدوا على أنفسهم لا يبخسون من الخير شيئا ، وأما السيئات فيعفوا ويصفح عن كثير منها لعباده المؤمنين {[2363]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.