{ إن كل إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } أي : فوجبت عليهم عقوبتي . قال الشهاب : { إن } نافية و { كل } محذوف الخبر . والتفريغ من أعمّ العام . أي ما كل أحد مخبر عنه بشيء ، إلا مخبر عنه بأنه كذب جميع الرسل . لأن الرسل يصدق كل منهم الكل . فتكذيب واحد منهم تكذيب للكل . أو على أنه من مقابلة الجمع بالجمع . فيكون كل كذب رسوله . أو الحصر مبالغة . كأن سائر أوصافهم بالنظر إليه ، بمنزلة العدم . فهم غالون فيه . انتهى .
وقال الزمخشري : وفي تكرير التكذيب وإيضاحه بعد إبهامه ، والتنويع في تكريره بالجملة الخبرية أولا ، وبالاستثنائية ثانيا ، وما في الاستثنائية من الوضع على وجه التوكيد والتخصيص- أنواع من المبالغة المسجلة عليهم باستحقاق أشد العقاب وأبلغه .
وزاد الناصر فائدة أخرى للتكرير . وهي أن الكلام لما طال بتعديد آحاد المكذبين ، ثم أريد ذكر ما حاق بهم من العذاب جزاء لتكذبيهم ، كرر ذلك مصحوبا بالزيادة المذكورة ، ليلي قوله تعالى : { فحق عقاب } على سبيل التطرية المعتادة عند طول الكلام . وهو كما قدمته في قوله : { وكذب موسى } حيث كرر الفعل ليقترن بقوله : { فأمليت للكافرين } . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.