محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

{ وانطلق الملأ منهم } أي : الأشراف من قريش يحضون بعضهم على التمسك بالوثنية ، / ويتواصون بالصبر على طغيانهم قائلين ، { أن امشوا } أي : في طريق آبائكم ، { وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ } أي : عبادتها مهما سمعتم من تسفيه أحلامنا وتفنيد مزاعمنا ، { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } : تعليل للأمر بالصبر . أي يراد منا إمضاؤه وتفنيده لا محالة . أي يريده محمد من غير صارف يلويه ، ولا عاطف يثنيه ، لا قول يقال من طرف اللسان . أو المعنى : إن هذا الأمر لشيء من نوائب الدهر يراد منا . أي بنا . فلا انفكاك لنا عنه . وما لنا إلا الاعتصام عليه بالصبر .