محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم 49 } .

{ ومن الليل فسبحه } أي اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة بالليل ، كما قال تعالى :{[6804]} { ومن الليل فتهّجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } .

/ وقد روي في أذكار الليل من التسابيح ما هو معروف في كتب الحديث . وقد جمعت ذلك معرّى عن أسانيدها في كتابي ( الأوراد المأثورة ( .

{ وإدبار النجوم } أي : وسبحه وقت إدبارها ، وذلك بميلها إلى الغروب عن الأفق ، بانتشار ضوء الصبح . وقد عنى بذلك إما فريضة الفجر أو نافلته ، أو ما يشملهما . قال قتادة : " كنا نحدّث أنهما الركعتان عند طلوع الفجر " وقد ثبت في ( الصحيحين ( {[6805]} عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل ، أشدّ تعاهدا منه على ركعتي الفجر ) . وفي لفظ لمسلم :{[6806]} ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) .

قال الزمخشريّ : وقرئ { وأدبار } بالفتح ، بمعنى في أعقاب النجوم وآثارها إذا غربت .

تنبيه :

قال في ( الإكليل ) عن الكرمانيّ : إن بعض الفقهاء استدل به على أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل لأن النجوم لا إدبار لها ، وإنما ذلك بالاستتار عن العيون . انتهى . وهو استدلال متين .


[6804]:[17/ الإسراء/ 79].
[6805]:أخرجه البخاري في: 19 – كتاب التهجد، 27- باب تعاهد ركعتي الفجر، حديث 638.. وأخرجه مسلم في: 6- كتاب المسافرين وقصرها، حديث رقم 94 و 95(طبعتنا(.
[6806]:أخرجه في: 6- كتاب صلاة المسافرين وقصرها، حديث رقم 96(طبعتنا(.