{ والسابقون } مبتدأ وخبره قوله : { السابقون } والتكرير فيه للتفخيم والتعظيم كما مر في القسمين الأولين ، كما نقول : أنت أنت وزيد زيد ، وفيه تأويلان .
أحدهما بمعنى السابقون ، هم الذين اشتهرت حالهم بذلك ، وعرفت محاسنهم .
والثاني أن متعلق السبقين مختلف ، والتقدير : السابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة ، والأول أولى ، لما فيه من الدلالة على التفخيم والتعظيم ، وقال الحسن وقتادة : هم السابقون إلى الإيمان من كل أمة عند ظهور الحق من غير تلعثم وتوان ، وقال محمد بن كعب : أنهم الأنبياء وقال ابن سيرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : هم الذين سبقوا في حيازة الفضائل والكمالات ، وقيل : هم السابقون إلى الصلوات الخمس ، وقيل : المسارعون في الخيرات ، وقال مجاهد : هم الذين سبقوا إلى الجهاد وبه قال الضحاك .
وقال سعيد بن جبير : هم السابقون إلى التوبة وأعمال البر ، وقال الزجاج : المعنى والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله ، قال ابن عباس : السابقون يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنه قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكل رجل منهم سابق أمة ، وعلي أفضلهم سبقا .
" وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : أتدرون من السابقون إلى ظل الله يوم القيامة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : الذين إذا أعطوا الحق قبلوه ، وإذا سئلوا بذلوا ، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم " {[1561]} أخرجه أحمد قيل ووجه تأخير هذا الصنف الثالث ، مع كونه أشرف من الصنفين الأولين ، وأسبق الأقسام وأقدمهم في الفضل ، هو أن يقترن به ما بعده وهو قوله : { أولئك المقربون في جنات النعيم } فالإشارة هي إليهم ، أي : المقربون إلى جزيل ثواب الله ، وعظيم كرامته ، أو الذين قربت إلى العرش العظيم درجاتهم ، وأعليت مراتبهم ، ورقت إلى حظائر القدس نفوسهم الزكية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.