ثم ذكر سبحانه الصنف الثالث ، قال : { والسابقون السابقون } والتكرير فيه للتفخيم والتعظيم ، كما مرّ في القسمين الأوّلين ، كما تقول أنت أنت ، وزيد زيد ، والسابقون مبتدأ ، وخبره السابقون .
وفيه تأويلان أحدهما : أنه بمعنى السابقون هم الذين اشتهرت حالهم بذلك . والثاني : أن متعلق السابقين مختلف ، والتقدير : والسابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة . والأوّل أولى لما فيه من الدلالة على التفخيم والتعظيم . قال الحسن وقتادة : هم السابقون إلى الإيمان من كلامه . وقال محمد بن كعب : إنهم الأنبياء . وقال ابن سيرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين . وقال مجاهد : هم الذين سبقوا إلى الجهاد ، وبه قال الضحاك . وقال سعيد بن جبير : هم السابقون إلى التوبة وأعمال البرّ . وقال الزجاج : المعنى : والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله . قيل : ووجه تأخير هذا الصنف الثالث مع كونه أشرف من الصنفين الأوّلين هو أن يقترن به ما بعده ، وهو قوله : { أُوْلَئِكَ المقربون * فِي جنات النعيم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.