[ 36 ] { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون } .
وقوله تعالى : { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون } تقرير لما مر من أن على قلوبهم أكنة . وتحقيق لكونهم بذلك من قبيل الموتى ، لا يتصور منهم الإيمان ألبتَّة . أي : إنما يستجيب لك ، بقبول دعوتك إلى الإيمان ، الأحياء الذين يسمعون ما يلقى إليهم ، سماع تفهم ، دون الموتى الذين هؤلاء منهم . كقوله تعالى : { إنك لا تسمع الموتى }{[3418]} وإن كانوا أحياء بالحياة الحيوانية ، أموات بالنسبة إلى الإنسانية ، لموت قلوبهم بسموم الاعتقادات الفاسدة ، والأخلاق الرديئة .
و { الموتى } مبتدأ . يعني : الكفار الذين لا يسمعون ولا يستجيبون ، يبعثهم الله يوم القيامة ، ثم إليه يرجعون ، فيجزيهم بأعمالهم . فالموتى مجاز عن الكفرة كما قيل :
لا يُعجبَنَّ الجهولَ بِزَّتَهُ *** فذاك ميْتٌ ثِيابُه كَفَنُ
قيل : فيه رمز على أن هدايتهم كبعث الموتى ، فلا يقدر عليه إلا الله . ففيه إقناط للرسول صلى الله عليه وسلم عن إيمانهم . وفي تسميتهم ( موتى ) من التهكم بهم ، والإزراء عليهم ، ما لا يخفى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.