محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ} (17)

{ والملك على أرجائها } أي جوانبها وأطرافها حين تنشق { ويحمل عرش ربك فوقهم } أي فوق الملائكة الذين هم على أرجائها { يومئذ ثمانية } أي من الملائكة أو من صفوفها .

قال ابن كثير يحتمل أن يكون المراد بهذا العرش ( العرش العظيم ) أو العرش الذي وضع في الأرض يوم القيامة ، لفصل القضاء والله أعلم انتهى .

ومثله من الغيوب التي يؤمن بها ولا يجب اكتناهها وتقدم في سورة الأعراف في تفسير آية{[7219]} { ثم استوى على العرش } كلام لبعض علماء الفلك على هذه الآية فتذكره .

وذهب بعض منهم إلى أن المراد بالعرش ملكه تعالى للسموات والأرض وب ( الثمانية ) السموات السبع والأرض . وعبارته { ويحمل } بالجدب { عرش ربك } أي ملك ربك للأرض والسموات { فوقهم يومئذ } أي فوق الملائكة الذين هم على أرجائها يوم القيامة { ثمانية } أي السموات السبع والأرض .

قال وهذا يدل على أن ( السبع ) ليس للكثرة بل المراد به الحقيقة فهم ثمانية يحملون العرش ، أي ملك الأرض والسموات السبع بالجذب كما هو حاصل اليوم ولكن ذلك يكون بشكل عظيم جدا .

ثم قال ولا وجه لمعترض يقول إن حملة العرش مسبحة ، لقوله تعالى {[7220]} { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم } فكيف تسبح السماوات والأرض ؟ لأنه يجاب بقوله تعالى{[7221]} { يسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن } اه .


[7219]:7/ ا؟لأعراف / 54.
[7220]:40/ فاطر / 7.
[7221]:17/ الإسراء/ 44.