أي : على نواحيها {[70017]} وأطرافها حين تشقق {[70018]} .
قال ابن عباس : على حافاتها ، وذلك حين تشقق {[70019]} .
وعن ابن جبير : ( على أرجائها ) : على حافات الدنيا {[70020]} .
وواحد الأرجاء [ رجا ] {[70021]} مقصور {[70022]} ، وهو الناحية {[70023]} ، يثنى بالواو {[70024]} .
والرجاء : الأمل ، ممدود {[70025]} .
- ثم قال : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) {[70026]} [ 17 ] .
قال ابن عباس هي ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله ، وهو قول الضحاك {[70027]} وعكرمة {[70028]} .
وقال ابن زيد : هم ثمانية أملاك . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه قال ) {[70029]} : يحمله اليوم أربعة ، ويحمله يوم القيامة ثمانية ، وأنه قال صلى الله عليه وسلم : إن {[70030]} أقدامهم لفي الأرض السابعة ، وإن مناكبهم لخارجة من السماوات عليها العرِش ، قال ابن زيد : يريد الأربعة . قال ابن زيد : وبلغنا {[70031]} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما خلقهم الله قال : تدرون {[70032]} لم خلقتكم ؟ قالوا : خلقتنا ربنا لما شاء ، قال لهم {[70033]} : تحملون عرشي {[70034]} ، ثم قال : سلوني {[70035]} من القوة ما شئتم أجعلها فيكم ، فقال أحدهم : قد كان/ عرش ربنا على الماء فاجعلني في قوة الماء ، قال : قد جعلت فيك قوة الماء ، وقال آخر : اجعل في قوة السماوات ، ( قال : قد جعلت فيك قوة السماوات . وقال الآخر : اجعل في قوة الأرض والجبال ، قال : قد جعلت فيك قوة الأرض و الجبال . وقال آخر : اجعل في قوة الرياح ) {[70036]} : قال : قد جعلت فيك قوة الرياح .
( ثم ) {[70037]} قال : احملوا . قال : فوضعوا العرش على كواهلهم فلم يزولوا . قال : فجاء علم آخر ، وإنما كان علمهم الذي {[70038]} [ سألوه ] {[70039]} القوة . فقال لهم : قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله [ العلي العظيم ] {[70040]} . فقالوها {[70041]} ، وجعل فيهم كم الحول والقوة ما لم يبلغوه بعلمهم {[70042]} فحملوا {[70043]} .
وروى ابن وهب عن أبيه أنه قال : أربعة من الملائكة يحملون العرش على أكتافهم ، لكل واحد منهم أربعة أوجه : وجه ثور ، ووجه [ أسد ] {[70044]} ، ووجه نسر ، ووجه إنسان . ولكل واحد منهم أربعة أجنحة : جناحان على وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق’ وجناحان يقف[ بهما ] {[70045]} . ليس لهم كلام إلا ( أن ) {[70046]} يقولوا : قدسوا الله القوي الذي ملأت عظمته السماوات والأرض {[70047]} .
وقال عطاء عن ميسرة [ في قوله ] {[70048]} ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) ، قال : " أرجلهم في التخوم {[70049]} لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور " {[70050]} .
قال أبو محمد[ مؤلفه رضي الله عنه ] {[70051]} : ما جاء في القرآن وهذه {[70052]} الأحاديث من النزول والمجيء وشبه ذلك مضافا إلى الله جل ذكره [ فلا يجب ] {[70053]} أن ُيتأول {[70054]} فيه انتقال " ولا حركة " على الله ، إذ لا يجوز عليه ذلك ، إذ الحركة والنقلة إنما هما من صفات المخلوقين . وكل ما جاء من هذا فإنما هو صفة من صفات الله لا كما هي من المخلوقين ، فأجرها على ما أتت ولا تعتقد ولا تتوهم في ذلك أمرا مما شهدته في الخلق ، إذ ( ليس كمثله شيء ) {[70055]} . وقد قال {[70056]} جماعة من العلماء في وصف الله جل ذكره بالمجيء والإتيان والتنزل : إنها أفعال يحدثها الله متى شاء ، سماها بذلك ، فلا تتقدم بين يدي ولا تكيف ولا تشبه ، وتقول كما قال وتنفي {[70057]} ( عنه ) {[70058]}- جل ذكره- التشبيه ، ولا تعترض في شيء مما أتى في كتابه من ذلك وما روي عن نبيه( منه ) {[70059]} صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.