محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِيۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (178)

[ 178 ] { من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ( 178 ) } .

{ من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون } قال أبو السعود : لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقص قصص المنسلخ على هؤلاء الضالين الذين مثلهم كمثله ، ليتفكروا فيه ، ويتركوا ما هم عليه من الإخلاد إلى الضلالة ، ويهتدوا إلى الحق- عقب ذلك بتحقيق أن الهداية والضلالة من جهة الله عز وجل ، وإنما العظة والتذكير من قبيل الوسائط العادية في حصول الاهتداء ، من غير تأثير لها فيه ، سوى كونها دواعي إلى صرف العبد اختياره نحو تحصيله ، حسبما نيط به خلق الله تعالى إياه ، كسائر أفعال العباد .