الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِيۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (178)

قوله تعالى : { مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي } : راعَى لفظ مَنْ فأفرد ، وراعى معناها في قوله " أولئك هم الخاسرون " فجمع . وياء " المهتدي " ثابتةٌ عند جميع القراء لثبوتها في الرسم ، وسيأتي لك خلافٌ في التي في الإِسراء وبحثها . وقال الواحدي : " فهو المهتدي : يجوز إثباتُ الياءِ على الأصل ، ويجوزُ حَذْفُها استخفافاً كما قيل في بيت الكتاب :

فَطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلات *** دوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّريحا

ومنه :

كنَواحِ ريشِ حَمامةٍ نَجْديةِ *** ومَسَحْتَ باللِّثتين عَصْفَ الإِثْمِدِ

قال ابن جني : " شَبَّه المضاف إليه بالتنوين فحذف له الياء " .