فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِيۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (178)

{ من يهدي الله } يرشده إلى دينه أو يتول هدايته { فهو المهتدي } لما أمر به وشرعه لعباده { ومن يضلل } أي يتول ضلالته { فأولئك هم الخاسرون } الكاملون في الخسران من هداه فلا مضل له ومن أضله فلا هدي له ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .

أخرج مسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول : من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هداي له ، أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، ثم يقول بعثثت أنا والساعة كهاتين{[796]} .

فلو كان الهدى من الله البيان كما قالت المعتزلة لاستوى الكافر والمؤمن إذ البيان ثابت في حقهما فدل أنه من الله التوفيق والعصمة والمعونة ولو كان ذلك للكافر لاهتدى كما اهتدى المؤمن .


[796]:- مسلم / 867.