محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالَتۡ أُولَىٰهُمۡ لِأُخۡرَىٰهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلٖ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (39)

[ 39 ] { وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون } ( 39 ) .

{ وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل } أي لا فضل لكم علينا في ترك الكفر والضلال حتى يكون عذابنا مضاعفا دونكم ، فقد ضللتم كما ضللنا ، فنحن وإياكم متساوون في الضلال واستحقاق العذاب . وقوله تعالى : { فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون } من قول القادة ، أو من قول الله تعالى للفريقين ، وهو أظهر .

/ تنبيه :

قال الجشمي : تدل الآية على أن الكفار والضلال والمبتدعة ، وإن تناصروا وتعاونوا على ضلالتهم ، وتوادوا في الدنيا ، فإنهم في الآخرة يتلاعنون ويتقاطعون ويسألون العذاب لمن أضلهم . وتدل على فساد التقليد ، والاغترار بقول علماء السوء . وتدل عل أن اشتراكهم في العذاب لا يوجب لهم راحة ، بخلاف الاشتراك في محن الدنيا . وتدل على أن ذلك الإضلال فعلهم ، فيبطل قول المجبرة في المخلوق ، والهدى والضلال .