الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَتۡ أُولَىٰهُمۡ لِأُخۡرَىٰهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلٖ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (39)

ثم أخبر الله تعالى ، عن قول الأولى{[23583]} للآخرة فقال : { وقالت أولاهم }{[23584]}[ 39 ] ، أي : أولى{[23585]} كل أمة ، { لأخراهم } ، أي : من{[23586]} بعدهم [ وزمان ]{[23587]} ، آخر فسلكوا سبيلهم { فما كان لكم علينا من فضل }[ 39 ] ، أي : قد علمتم أنا كفرنا وكفرتم بما جاءنا وإياكم به الرسل والنذر{[23588]} ، فنحن وإياكم سواء ، قد أضللناكم وأضللتم{[23589]} .

[ وقال مجاهد : { من فضل } ، من التخفيف من العذاب{[23590]} ، فهو كقوله : { فما كان لكم علينا من فضل }{[23591]} ] .

ثم قال الله ( تعالى ){[23592]} لجميعهم : { فذوقوا العذاب بما كنتم } في الدنيا{[23593]} ، { تكسبون }[ 39 ] ، من الآثام والمعاصي{[23594]} .

{ في النار }[ 38 ] ، تمام{[23595]} .


[23583]:في الأصل: الأول، وأثبت ما في ج.
[23584]:في ج: {أولاهم لأخراهم}.
[23585]:في الأصل أول، وأثبت ما في ج، وجامع البيان 12/419.
[23586]:في نص الأصل لحق لم أتبينه، وسقط لم أهتد إليه. وعبثت به الأرضة في ج. وفي جامع البيان 12/419، الذي ينقل عنه مكي: "وقالت أولى كل أمة وملة سبقت إلى الدنيا، لأخراها الذين جاؤا من بعدهم، وحدثوا بعد زمانهم فيها، فسلكوا سبيلهم....".
[23587]:زيادة من ج.
[23588]:في ج: ونحن.
[23589]:انظر: جامع البيان 12/419.
[23590]:التفسير 336، وجامع البيان 12/420، وفيه تعقيب على الأثر، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1476، وزاد المسير 3/195، والدر المنثور 3/452، وفتح القدير 2/235.
[23591]:زيادة من ج.
[23592]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[23593]:جامع البيان 12/420.
[23594]:جامع البيان 12/420، وتمامه: "وتجترحون من الذنوب والإجرام".
[23595]:وهو كاف في القطع والإئتناف 333، والمكتفى 270، والمقصد 145، ومنار الهدى 145، وكلمة: تمام لحق في ج، وفوقها رمز "صح".