غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالَتۡ أُولَىٰهُمۡ لِأُخۡرَىٰهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلٖ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (39)

35

{ وقالت أولاهم لأخراهم } إذ قد حكم الله بأن لكل منا ضعفاً { فما كان } أي فما ثبت { لكم علينا من فضل } لأنكم مؤاخذون بالإتباع كما نحن مؤاخذون بالاستتباع { فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون } يحتمل أن يكون من قول القادة وأن يكون من قول الله تعالى فيهم . قال في التفسير الكبير : قول القادة ليس لكم علينا فضل كذب لأن الرؤساء لهم عذاب الضلال وعذاب الإضلال والإتباع لهم عذاب الضلال فقط لكنه حكاية قول الكفار يوم القيامة والكذب عليهم جائز عندنا كقولهم : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] قلت : إن سلمنا أن الكذب يجوز أن يصدر عنهم يوم القيامة إلا أن هذا الكلام لا يجوز أن يكون كاذباً لأنهم بنو كلامهم على حكم الله سبحانه بأن لكل ضعفاً .