محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ} (3)

{ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } أي كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصونهم حقهم الواجب لهم وهو الوفاء والتمام ففيهما حذف وإيصال .

قال ابن جرير{[7385]} من لغة أهل الحجاز أن يقولوا وزنتك حقك ، وكلتك طعامك بمعنى وزنت لك وكلت لك .

تنبيه : في ( الإكليل ) في الآية ذم التطفيف والخيانة في الكيل والوزن أي لأنه من المنكر فهو من المحظورات أشد الحظر لما فيه من أكل أموال الناس بالباطل في الأخذ والدفع ، ولو في القليل لأن من دنؤت نفسه إلى القليل دل على فساد طويته وخبث ملكته وأنه لا يقعده عن التوثب إلى الكثير إلا عجز أو رقابة ، قال ابن جرير{[7386]} وأصل التطفيف من الشيء الطفيف وهو القليل النزر والمطفف المقلل حق صاحب الحق عما له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن ومنه قيل للقوم الذين يكونون سواء في حسبة أو عدد هم سواء كطف الصاع يعني بذلك كقرب الممتلىء منه ناقص عن الملء وقد أمر تعالى بالوفاء في الكيل والميزان فقال تعالى في عدة آيات{[7387]} { وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا } وقال تعالى { {[7388]}وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان } وقص تعالى علينا أنه اهلك قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في الميزان والمكيال ثم قال سبحانه متوعدا لهم : { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون }


[7385]:انظر الصفحة رقم 91 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).
[7386]:انظر الصفحة رقم 90 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).
[7387]:17/ الإسراء/ 35.
[7388]:55/ الرحمن/ 9.