فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ} (3)

{ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } أي كالوا لهم أو وزنوا لهم فحذفت اللام فتعدى الفعل إلى المفعول فهو من باب الحذف والإيصال ، ومثله نصحتك ونصحت لك كذا قال الأخفش والكسائي والفراء .

وقال الفراء : سمعت أعرابية تقول إذا صدر الناس أتينا التاجر فيكيلنا المد والمدين إلى الموسم المقبل ، قال وهو من كلام أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس .

قال الزجاج : لا يجوز الوقف على كالوا حتى يوصل بالضمير ، ومن الناس من يجعله تأكيدا أي توكيدا للضمير المستكن في الفعل فيجيز الوقف على كالوا أو وزنوا قال أبو عبيد : وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين ويقف على كالوا أو وزنوا ثم يقول هم يخسرون ، قال : وأحسب قراءة حمزة كذلك .

قال أبو عبيد الاختيار أن يكونا كلمة واحدة من جهتين .

( إحداهما ) الخط ولذلك كتبوهما بغير ألف ولو كانتا مقطوعتين لكانتا كالوا أو وزنوا بالألف .

( والأخرى ) أنه يقال كلتك ووزنتك بمعنى كلت لك ووزنت لك وهو كلام عربي كما يقال صدتك وصدت لك وكسبتك وكسبت لك ، وشكرتك وشكرت لك ونحو ذلك ، وقيل هو على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، والمضاف المكيل والموزون أي وإذا كالوا مكيلهم أو وزنوا موزونهم ، ومعنى يخسرون ينقصون كقوله { ولا تخسروا الميزان } والعرب تقول خسرت الميزان وأخسرته .