الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَيَالٍ عَشۡرٖ} (2)

وقوله : ( وليل عشر ) أكثر المفسرين على أنها [ العشر ] {[75333]} الأولى {[75334]} من ذي الحجة {[75335]} .

وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وليال عشر ) : عشر الأضحى {[75336]} .

وإنما جعلها عشر ليال ، لأن ليلة يوم النحر دخلت {[75337]} ، فيها لأن الله جعل ليلة يوم النحر ليوم عرفة فصار ليوم عرفة ليلتان رفقا بعباده ، فلذلك من لك يدرك الوقوف بعرفة يوم عرفة وقف ليلة يوم النحر وتم حجه ، لأن ليلة يوم النحر ليلية ( يوم {[75338]} عرفة أيضا فصارت ليلة يوم النحر داخلة في حكم يوم ) {[75339]}عرفة ، يجزي فيها ما فات من الوقوف بعرفة {[75340]} يوم عرفة . ولا يجزئ الوقوف بعرفات – ليلة يوم عرفة- عن يوم عرفة ، فصارت ليلة يوم النحر أخص بيوم عرفة ليلة يوم عرفة ( بيوم عرفة ) {[75341]} . فاعرفه فلذلك جعل الليالي العشر عشر ليل وأقسم بها .

وقال {[75342]} مجاهد : ليس عمل في ليالي السنة أضل منه في ليالي العشر ، وهي عشر موسى التي أتمها الله جل وعز له {[75343]} .

وعن ابن عباس أيضا أنها العشر الأواخر من رمضان {[75344]} . وحكى الطبري أن بعضهم قال : [ هي ] {[75345]} العشر الأول {[75346]} من المحرم {[75347]} .

/خ3


[75333]:م: للعشر.
[75334]:أ: الأول. ث: الأوائل.
[75335]:وهذا اختيار الطبري في جامع البيان 30/169 "لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه"، وانظر: المحرر 16/292-93، وزاد المسير 9/103، وتفسير ابن كثير 4/540.
[75336]:أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/327 والطبري في جامع البيان 30/169 ولفظه أقرب إلى ما أورده مكي. وانظر: تعليق ابن كثير على سنده في تفسيره: 4/540 حيث قال "وعندي أن المتن في رفعه نكارة والله أعلم".
[75337]:أ: داخلة.
[75338]:ث: ليوم.
[75339]:ساقط من أ.
[75340]:أ، ث: بعرفات.
[75341]:ساقط من أ.
[75342]:أ: قال.
[75343]:انظر: جامع البيان 30/169.
[75344]:انظر: المصدر السابق 4/448 والدر 8/502.
[75345]:زيادة من أ، ث.
[75346]:ث: الأوائل.
[75347]:أخرجه الطبري في جامع البيان 30/168 عن ابن عباس قال: "(وليال عشر): عشر الأضحى، قال: ويقال: العشر: أول السنة من المحرم "كأن ابن عباس يحكي هذا القول عن غيره، وأخرج الطبري أيضاً 30/169 عن ابن زيد قال: "أول ذي الحجة، وقال هي عشر المحرم من أوله. وقد حكى ابن كثير في تفسيره: 4/540 هذا القول ثم قال: "حكاه أبو جعفر بن جرير ولم يعزه إلى أحد". ولعل النسخة التي اعتمدها ابن كثير سقط منها قول ابن زيد. وقد قال بهذا لقول أيضاً يمان بن رئاب في زاد المسير 9/104.