{ وليال عشر } أي ليالي عشر من ذي الحجة ، وبه قال السدي والكلبي ، وقيل المعنى وصلاة الفجر أو ورب الفجر ، والأول أولى ، وقال ابن عباس فجر النهار ، وعنه قال يعني صلاة الفجر ، وعنه قال هو المحرم فجر السنة .
وقد ورد في فضل صوم شهر محرم أحاديث صحيحة ، ولكنها لا تدل على أنه المراد بالآية لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما ، وجواب هذا القسم وما بعده هو قوله { إن ربك لبالمرصاد } . قاله ابن الأنباري ، وقيل محذوف لدلالة السياق عليه أي ليجازين كل أحد بما عمل أو ليعذبن ، وقدره أبو حيان بما دلت عليه خاتمة السورة التي قبله أي والفجر إلخ لإيابهم إلينا وحسابهم علينا ، وهذا ضعيف جدا ، وأضعف منه قول من قال أن الجواب قوله { هل في ذلك قسم لذي حجر } وأن هل بمعنى قد ، لأن هذا لا يصح أن يكون مقسما عليه أبدا .
وليال عشر هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين ، وإنما نكرت ولم تعرف لفضيلتها على غيرها لأنها أفضل ليالي السنة ، ولو عرفت لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ، فنكرت من بين ما أقسم به للفضيلة التي ليست لغيرها ، وقال الضحاك أنها العشر الأواخر من رمضان ، وقيل العشر الأول من المحرم إلى عاشرها يوم عاشوراء .
قرأ الجمهور ليال بالتنوين وعشر صفة لها ، وقرأ ابن عباس بالإضافة قيل والمراد ليالي أيام عشر ، وكان حقه على هذا أن يقال عشرة لأن المعدود مذكر ، وأجيب عنه بأنه إذا حذف المعدود جاز الوجهان .
وعن جابر مرفوعا " هي ليالي العشر من ذي الحجة " {[1710]} ، أخرجه أحمد والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي وغيرهم ، وعن طلحة بن عبد الله أنه دخل على ابن عمر هو وأبو سلمة بن عبد الرحمان فدعاهم ابن عمر إلى الغداء يوم عرفة فقال أبو سلمة أليس هذه الليالي العشر التي ذكرها الله تعالى في القرآن ؟ فقال ابن عمر وما يدريك قال ما أشك ، قال بلى فاشكك .
وقد ورد في فضل هذه العشر أحاديث ، وليس فيها ما يدل على أنها المرادة بما في القرآن هنا بوجه من الوجوه ، قال ابن عباس هي العشر الأواخر من رمضان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.