الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ} (16)

{ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } قد لصق بالتراب من الفقر فليس له مأوى إلاّ التراب .

وسمعت أبا القاسم الحلبي يقول : سمعت أبا حامد الخازرجي يقول : المتربة هاهنا من التربة وهي شدّة الحال ، وأنشد الهذلي :

وكنّا إذا ما الضيف حلّ بأرضنا *** سفكنا دماء البدْن في تربة المال

أخبرني الحسن قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي قال : حدّثنا موسى بن إسحاق الأنصاري قال : حدّثنا عبد الحميد بن صالح قال : حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال : " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علّمني عملاً يدخلني الجنّة فقال : " لئن اقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة اعتق النسمة وفكّ الرقبة " ، قال : أوليسا واحداً ؟

قال : " لا ، عتق النسمة أن تفرد بعتقها ، وفكّ الرقبة أن تعين في ثمنها ، والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظالم ، فإن لم تطق ذاك فاطعم الجائع واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذاك فكفّ لسانك إلاّ من خير " .