فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ} (16)

{ أو مسكينا ذا متربة } أي لا شيء له كأنه لصق بالتراب لفقره ، وليس له مأوى إلا التراب ، يقال ترب الرجل يترب تربا ومتربة إذا افتقر حتى لصق بالتراب ضرا ، قال مجاهد هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره ، وقال قتادة هو ذو العيال وقال عكرمة هو المديون ، وقال أبو سنان هو ذو الزمانة وقال ابن جبير هو الذي ليس له أحد ، وقال عكرمة أيضا هو البعيد التربة الغريب عن وطنه وبه قال ابن عباس ، والأول أولى ومنه قول الهذلي .

وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا *** سفكنا دماء البدن في تربة الحال

وعن ابن عباس أيضا قال هو المطروح الذي ليس له بيت ، وفي لفظ هو الذي لا يقيه من التراب شيء ، وفي لفظ هو اللازم بالتراب من شدة الفقر ، وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية قال : " هو الذي مأواه المزابل " أخرجه ابن مردويه والمتربة والمقبرة والمسغبة أي كل واحد منها مصدر ميمي على وزن مفعلة .