تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

لنبوّئنهم : لننزلنّهم ، بوأهم : أنزلهم منزلا حسنا .

وحينئذ تنالون من النعيم المقيم ما لا عينٌ رأت ولا أُذن سمعت ،

ولا خَطَرَ على قلب بشر ، فهنالك الجنة { خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ العاملين } .

قراءات :

قرأ حمزة والكسائي : { لنثوينهم } بالثاء ، يعني لنقيمنهم ، من ثوى بالمكان : أقام ، والباقون : { لنبوئنّهم } بالباء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

قوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم } قرأ حمزة ، والكسائي : بالثاء ساكنة من غير همز ، يقال : ثوى الرجل إذا أقام ، وأثويته : إذا أنزلته منزلاً يقيم فيه . وقرأ الآخرون بالباء وفتحها وتشديد الواو وهمزة بعدها ، أي : لننزلهم ، { من الجنة غرفاً } علالي . { تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العالمين* }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

ولما كان التقدير : فالذين آمنوا فلبسوا إيمانهم بنوع نقص لننقصنهم في جزائهم ، والذين كفروا لنركسنهم في جهنم دركات تحت دركات فبئس مثوى الظالمين ، ولكنه لما تقدم ذكر العذاب قريباً ، وكان القصد هنا الترغيب في الإيمان كيفما كان ، طواه ودل عليه بأن عطف عليه قوله : { والذين آمنوا وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } أي كلها .

ولما كان الكفار ينكرون البعث ، فكيف ما بعده ، أكد قوله : { لنبوئنهم } أي لنسكننهم في مكان هو جدير بأن يرجع إليه من حسنه وطيبه من خرج منه لبعض أغراضه ، وهو معنى { من الجنة غرفاً } أي بيوتاً عالية تحتها قاعات واسعة بهية عالية ، وقريب من هذا المعنى قراءة حمزة والكسائي بالثاء المثلثة من ثوى بالمكان - إذا أقام به .

ولما كانت العلالي لا تروض إلا بالرياض قال : { تجري } ولما كان عموم الماء لجهة التحت بالعذاب أشبه ، بعضه فقال : { من تحتها الأنهار } ومن المعلوم أنه لا يكون في موضع أنهار ، إلا كان به بساتين كبار ، وزروع ورياض وأزهار - فيشرفون عليها من تلك العلالي .

ولما كانت بحالة لا نكد فيها يوجب هجره في لحظة ما ، كنى عنه بقوله : { خالدين فيها } أي لا يبغون عنها حولاً ؛ ثم عظم أمرها ، شرف قدرها ، بقوله : { نعم أجر العاملين }