بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

ثم قال عز وجل : { والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } يعني : صدقوا بالله ورسوله { وَعَمِلُواْ الصالحات } يعني : الطاعات وهاجروا فسمى الهجرة من الأعمال الصالحة لأنها كانت فريضة في ذلك الوقت { لَنُبَوّئَنَّهُمْ } يعني : لننزلنهم ولنسكننهم . { مّنَ الجنة غُرَفَاً } يعني : غرفاً من الجنة . قرأ حمزة والكسائي : { ***لنثوينهم } بالثاء ، وقرأ الباقون { ظُلِمُواْ لَنُبَوّئَنَّهُمْ } بالياء ، فمن قرأ بالثاء فهو من ثويت بالمكان ، يعني : أقمت به ، كقوله { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ العمر وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فى أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ ءاياتنا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [ القصص : 45 ] ومن قرأ بالباء يعني : لننزلنهم ، وذكر عن الفراء أنه قال : كلاهما واحد ، بوأته منزلاً أي أنزلته ، وأثويته منزلاً يعني : أنزلته سواء ، كقوله { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } .

ثم قال { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ العاملين } أي ثواب الموحدين