تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

ترجون : معناه هنا تخافون ، وقد يستعمل للأمل .

وقارا : عظمة وإجلالا .

بعد أن دعاهم نوح إلى الله في السرّ والعلَن ، وطلبَ إليهم أن يَستغفِروه حتى يرزقَهم الغيثَ كي يحسِّن وضعَهم ، ويمدّهم بالأموال والبنين . . وحاولَ أن يهذِّب نفوسهم بأن يتّبعوا مكارمَ الأخلاق ، استنكر نوحٌ على قومه وتعجّب من إعراضِهم كيف لا يهابون الله ولا يخافون من قُدرته وعظَمته .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

{ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } أي : لا تخافون لله عظمة ، وليس لله عندكم قدر .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

{ ما لكم لا ترجون لله وقارا } فيه أربع تأويلات :

أحدها : أن الوقار بمعنى : التوقير والكرامة فالمعنى : ما لكم لا ترجون أن يوقركم الله في دار ثوابه قال ذلك الزمخشري وقوله : { لله } على هذا بيان للموقر ولو تأخر لكان صفة لوقارا . والثاني : أن الوقار بمعنى التؤدة والتثبت والمعنى : ما لكم لا ترجون لله وقارا متثبتين حتى تتمكنون من النظر بوقاركم وقوله : { لله } على هذا مفعول دخلت عليه اللام كقولك ضربت لزيد وإعراب وقارا على هذا مصدر في موضع الحال .

الثالث : أن الرجاء هنا بمعنى : الخوف والوقار بمعنى : العظمة والسلطان فالمعنى ما لكم لا تخافون عظمة الله وسلطانه ولله على هذا صفة للوقار في المعنى .

الرابع : أن الرجاء بمعنى : الخوف والوقار بمعنى : الاستقرار من قولك وقر بالمكان إذا استقر فيه والمعنى : ما لكم لا تخافون الاستقرار في دار القرار إما في الجنة أو النار .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

ولما كان من رجا ملكاً عمل بما يرضيه . ومن خافة تجنب ما يسخطه ، نبههم على ذلك بالإشارة إلى الجلال الموجب للتوقير والجمال بالإحسان إلى الخلق ، مصرحاً لهم بالترغيب ملوحاً إلى الترهيب ، فقال مستأنفاً في جواب من يقول منهم : هل بقي شيء من قولك ؟ : { ما } أي أيّ شيء يحصل { لكم } حال كونكم { لا ترجون } أي تكونون في وقت من الأوقات على حال تؤملون بها ، وبين فاعل الوقار ومبدعه بتقديمه ، فإنه لو أخره لكان ل " وقاراً " فقال : { لله } أي الملك الذي له الأمر كله { وقاراً * } أي ثواباً يوقركم فيه ولو قل ، فإن قليله أكثر من كثير غيره ، ولا تخافون له إهانة بالعقاب بأن تعلموا أنه لا بد من أن يحاسبكم بعد البعث فيثيب الطائع ويعاقب العاصي ، كما هي عادة كل أحد مع من تحت يده ، فتوقروا رسله بتصديقهم فتؤمنوا وتعملوا ، فإن من أراد من أحد أنه يوقره وقره وعظمه ليجازيه على ذلك ، فإن الجزاء من جنس العمل ، وذلك إنما يكون بمعرفة الله بما له من الجلال والجمال ، والخلق إنما تفاضلوا بالمعرفة بالله ، لا بالأعمال ، إنما سبق أبو بكر رضي الله عنه الناس بشيء وقر في صدره ، فإن بالمعرفة تزكو الأعمال وتصلح الأقوال ، وإنما يصح تعظيمه سبحانه بأن لا ترى لك عليه حقاً ، ولا تنازع له اختياراً ، وتعظم أمره ونهيه ، بعدم المعارضة بترخيص جاف أو تشديد غال أو حمل على توهم{[68710]} الانقياد ، وتعظم حكمه{[68711]} بأن لا تبغي{[68712]} له عوجاً ولا تدافعه بعلم ، ولا ينبغي له غرض{[68713]} وعلة ، ولأجل أن المطلوب تحصيل الأعمال{[68714]} التي هي أسباب ظاهرية ، عبر بالرجاء ليسرهم بأن أعمالهم مؤثرة ، وعبر بالطمع في غير هذه الآية تنبيهاً{[68715]} على أنه لا سبب في الحقيقة إلا رحمة الله لحال دعا إلى ذلك .


[68710]:- من م، وفي ظ: توهن.
[68711]:- من م، وفي ظ: لحكمه.
[68712]:- من م، وفي ظ: لا تنفي.
[68713]:- من م، وفي ظ: عوضا.
[68714]:- من م، وفي ظ: أعمال.
[68715]:- زيد من م.