غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

1

ثم إنه وبخهم بقوله { مالكم لا ترجون لله وقاراً } أصل الرجاء الأمل . والوقار التوقير " فعال " بمعنى " تفعيل " مثل " سراح " بمعنى " تسريح " وقد يستعمل الرجاء بمعنى الخوف فمعناه على هذا مالكم لا تخافون عظمة الله . وعلى الأول قال جار الله : معناه أي شيء لكم وما بالكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب { ولله } بيان أو حال ولو تأخر لكان صلة للوقار أو صفة ، ويحتمل أن يكون الوقار فعلاً للقوم وذلك أنهم كانوا يستخفون برسول الله صلى الله عليه وسلم فحثهم على تعظيمه لأجل الله راجين ثوابه . وعن ابن عباس أن الوقار هو الثواب من وقر إذا ثبت واستقر قال جار الله : في تقريره أي لا تخافون لله عاقبة حال استقرار الأمور وثبات الثواب والعقاب . وقال غيره : تم الكلام عند قوله { مالكم } ثم استفهم منكراً { لا ترجون } أي لا تعتقدون لله ثباتاً وبقاء فإنكم لو رجوتم ذلك لما أقدمتم على الاستخفاف برسوله .

/خ28