{ ما لكم لا ترجون لله وقارا } أي أيّ عذر لكم في ترك الرجاء ، والرجاء هنا الخوف أي ما لكم لا تخافون الله والوقار العظمة من التوقير ، وهو التعظيم ، والمعنى لا تخافون حق عظمته فتوحدونه وتطيعونه ، وقيل المعنى ما لكم لا تؤملون من الله توقيرا لكم بأن تؤمنوا به فتصيروا موقرين عنده ، وهذا المعنى هو ما سلكه البيضاوي أولا ، وقال أبو السعود : إنكار لأن يكون لهم سبب ما في عدم رجائهم لله تعالى وقارا على أن الرجاء بمعنى الاعتقاد انتهى .
وهذا حث على رجاء الوقار لله ، والمراد الحث على الإيمان والطاعة الموجبين لرجاء ثواب الله ، فهو من الكناية التلويحية لأن من أراد رجاء تعظيم الله ، وتوقيره إياه آمن به وعبده وعمل صالحا ومن عمل الصالحات رجا ثواب الله وتعظيمه إياه في دار الثواب ، فإن الحث على تحصيل الرجاء مسبوق بالحث على تحصيل الإيمان . فهو من باب مقدمة الواجب .
قال الكرخي : أي أنكم إذا وقرتم نوحا وتركتم استخفافه كان ذلك لأجل الله ، فما لكم لا ترجون لله وقارا ، وقال سعيد بن جبير وأبو العالية وعطاء بن أبي رباح : ما لكم لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون منه عقابا ، وقال مجاهد والضحاك : ما لكم لا تبالون لله عظمة ، قال قطرب : هذه لغة حجازية وهذيل وخزاعة ومضر يقولون لم أرج لم أبل ، وقال قتادة ما لكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان ، وقال ابن كيسان ما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيرا ، وقال ابن زيد : ما لكم لا تؤدون لله طاعة ، وقال الحسن : ما لكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة ، وقال ابن عباس : لا تعلمون لله عظمة ، وعنه قال : لا تخافون لله عظمة ولا تخشون له عقابا ، ولا ترجون له ثوابا ، وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم : " رأى ناسا يغتسلون عراة ليس عليهم أزر فوقف فنادى بأعلى صوته ما لكم لا ترجون لله وقارا " أخرجه عبد الرزاق في المصنف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.