الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا} (13)

قوله : { وَقَاراً } : يجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً به على معانٍ ، منها : ما لكم لا تَأْمُلُوْنَ له تَوْقيراً أي : تعظيماً . قال الزمخشري : " والمعنى : ما لكم لا تكونون على حال تأمُلُون فيها تعظيمَ اللَّهِ إياكم في دارِ الثواب ؟ و " لله " بيانٌ للموَقَّرِ ، ولو تأخَّر لكان صلةً " انتهى . أي : لو تأخِّر " لله " عن " وَقارا " لكان متعلِّقاً به ، فيكونُ التوقيرُ منهم للَّهِ تعالى ، وهو عكسُ المعنى الذي قصده . ومنها : لا تخافون للَّهِ حِلْماً وتَرْكَ معاجلةٍ بالعقابِ فتؤمنوا . ومنها : لا تخافون لله عظمةً . وعلى الأولِ يكون الرجاءُ على بابه ، وقد تقدَّم أنَّ استعمالَه بمعنى الخوفِ مجازٌ أو مشتركٌ . وأن يكونَ حالاً مِنْ فاعل " تَرْجُون " أي : موقِّرين اللَّهَ تعالى ، أي تُعَظِّمونه ، ف " للَّهِ " متعلقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " وَقارا " ، أو تكون اللامُ زائدةً في المفعول به ، وحَسَّنه هنا أمران : كوْنُ العاملِ فَرْعاً ، وكونُ المعمولِ مقدَّماً ، و " لا تَرْجُون " حالٌ وتقدَّم نظيرُه في المائدة .