تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكوير وآياتها تسع وعشرون ، نزلت بعد سورة المسد ، وسميت " سورة التكوير " لقوله تعالى { إذا الشمس كورت } .

تبدأ هذه السورة بذكر أهوال يوم القيامة وما يصاحبها من انقلاب كوني هائل ، يشمل الشمس والنجوم والجبال والبحار ، والأرض والسماء ، وبني الإنسان وسائر الحيوان والوحوش . ويستغرق هذا الموضوع أربع عشرة آية إلى قوله تعالى { علمت نفس ما أحضرت } . وفي ذلك اليوم تعلم كل نفس ما قدّمته من أعمال ويتبين لها ما كان منها من خير أو شر ، وتأخذ جزاءها عليه .

ثم يأتي بعد ذلك القَسم بأربعة أشياء من ظواهر هذا الكون العجيب : ( بالنجوم الخنّس والكنّس ، وبالليل إذا أقبل بظلامه ، وبالصبح إذا بدأ ضوؤه وهبّ النسيم اللطيف ) إن هذا القرآن قول رسول كريم ، هو كلام الله المنزل عليه . وأن الرسول الذي جاء بالقرآن الكريم إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو صاحب قوة في أداء مهمته ، وذو مكانة عند الله . وهو مطاع عند الملأ الأعلى ، مؤتمن على الوحي .

ثم تأتي تبرئة الرسول الكريم مما رموه به من الجنون { وما صاحبكم بمجنون } لأن زعماء قريش لما أعيتهم الحيلة في أمره قالوا عنه إنه مجنون . وهذه الصفة قد أطلقت من قبل على جميع الرسل ، كما جاء في قوله تعالى : { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا : ساحر أو مجنون } [ الذاريات : 52 ] .

ولقد رأى سيدنا محمد جبريل بالأفق الأعلى الواضح ، وهو صادق في جميع ما يبلّغ عن اليوم الآخر ، وحوادثه ، والوحي وما يجيء به .

وهو لا يقصّر في تبليغ ما يوحى إليه { وما هو بقول شيطان رجيم } . لقد عرفتم هذا النبي يا مشركي قريش ، بصحة العقل والأمانة منذ صغره ، فهل يكون ما يحدّث به الآن من خبر الآخرة والجنة والنار والشرائع والأحكام قول شيطان رجيم ؟ !

ثم يؤكد الله خطابه للمنكرين فيقول : { فأين تذهبون } وأي طريق أهدى من هذا الطريق تسلكون ! إن هذا الذي يتلوه عليكم محمد { إلا ذكر للعالمين } وموعظة يتذكّرون بها ما رُكّب في طباعهم من الميل إلى الخير . ثم يختم هذه السورة الكريمة بهذه الآية الرائعة { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } . ففي هذه السورة مشاهد عظيمة رائعة من هذا الكون البديع الذي نراه ونعيش فيه .

كوّرتْ : لفَّت ومحي ضَوْؤهَا .

في هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها تصويرٌ رائع لما يحدثُ يومَ القيامة من أهوالٍ تُشيبُ الأطفالَ . فإذا طُويت الشمسُ واختفت .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة التكوير [ وهي ] مكية

{ 1 - 14 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ }

أي : إذا حصلت هذه الأمور الهائلة ، تميز الخلق ، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته ، وما أحضره فيها من خير وشر ، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي : تجمع وتلف ، ويخسف القمر ، ويلقيان في النار .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية في قول الجميع . وهي تسع وعشرون آية .

وفي الترمذي : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن ينظر إلي يوم القيامة [ كأنه رأي عين ] فليقرأ إذا الشمس كورت ، وإذا السماء انفطرت ، وإذا السماء انشقت ) . قال : هذا حديث حسن [ غريب ]{[1]} .

قوله تعالى : " إذا الشمس كورت " قال ابن عباس : تكويرها : إدخالها في العرش . والحسن : ذهاب ضوئها . وقاله قتادة ومجاهد : وروي عن ابن عباس أيضا . سعيد بن جبير : عورت . أبو عبيدة : كورت مثل تكوير العمامة ، تلف فتمحى . وقال الربيع بن خيثم : " كورت رمي بها . ومنه : كورته فتكور . أي سقط .

قلت : وأصل التكوير : الجمع ، مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها أي لاثها وجمعها فهي تكور ويمحى ضوءها ، ثم يرمى بها في البحر . والله أعلم . وعن أبي صالح : كورت : نكست .


[1]:لعله عمرو بن مرة المذكور في سند الحديث (انظر ابن ماجه ج 1 ص 139 وسنن أبي داود ج 1 ص 77 طبع مصر).
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

{ إذا الشمس كورت }

{ إذا الشمس كوِّرت } لففت وذهب بنورها .