الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ} (1)

قوله : { إِذَا الشَّمْسُ } : في ارتفاع " الشمسِ " وجهان ، أصحُّهما : أنها مرفوعةٌ بفعلٍ مقدرٍ مبنيٍّ للمفعول ، حُذِف وفَسَّره ما بعده على الاشتغالِ . والرفعُ على هذا الوجهِ أعني إضمارَ الفعل واجبٌ عند البصريين ؛ لأنهم لا يُجيزون أَنْ يَلِيَها غيرُه ، ويتأوَّلون ما أَوْهَمَ خلافَ ذلك ، والثاني : أنها مرفوعةٌ بالابتداء ، وهو قول الكوفيين والأخفش لظواهرَ قد جاءَتْ في الشعر ، وانتصر له ابنُ مالك وهناك أظهَرْتُ معه البحثَ . وقال الزمخشري : " ارتفاعُ الشمسُ على الابتداءِ أو الفاعليةِ . قلت : بل على الفاعليةِ " ثم ذكرَ نحوَ ما تقدم . ويعني بالفاعليةِ ارتفاعَها بفعلٍ في الجملةِ ، وقد مرَّ أنه يُسَمَّى مفعولُ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فاعلاً . وتقدَّم تفسير التكوير في أوّلِ " تنزيلُ " . وارتفاعُ " النجوم " وما بعدَها كما تقدَّم في " الشمس " .