تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

بمفازتهم : بفوزهم ونجاتهم .

وينجي الله من عذابه الذين اتقوا ربَّهم فلا يصيبهم سوء ولا هم يحزنون . . لقد أمِنوا من كل خوف وشر .

قراءات :

قرأ الكوفيون غير حفص : { بمفازاتهم } بالجمع ، والباقون : { بمفازتهم } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

ولما ذكر حالة المتكبرين ، ذكر حالة المتقين ، فقال : { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ } أي : بنجاتهم ، وذلك لأن معهم آلة النجاة ، وهي تقوى اللّه تعالى ، التي هي العدة عند كل هول وشدة . { لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ } أي : العذاب الذي يسوؤهم { وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } فنفى عنهم مباشرة العذاب وخوفه ، وهذا غاية الأمان .

فلهم الأمن التام ، يصحبهم حتى يوصلهم إلى دار السلام ، فحينئذ يأمنون من كل سوء ومكروه ، وتجري عليهم نضرة النعيم ، ويقولون { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

{ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم } بمنجاتهم من العذاب والمفازة ها هنا بمعنى الفوز

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

ولما ذكر حال الذين أشقاهم ، أتبعهم حال الذين أسعدهم ، فقال عاطفاً لجملة على جملة لا على " ترى " المظروف ليوم القيامة ، إشارة إلى أن هذا فعله معهم في الدارين وإشارة إلى كثرة التنجية لكثرة الأهوال كثرة تفوت الحصر : { وينجي } أي مطلق إنجاء لبعض من اتقى بما أشارت إليه قراءة يعقوب بالتخفيف ، وتنجية عظمية لبعضهم بما أفادته قراءة الباقين بالتشديد ، وأظهر ولم يضمر زيادة على تعظيم حالهم وتسكين قلوبهم { الله } أي يفعل بما له من صفات الكمال في نجاتهم فعل المبالغ في ذلك { الذين اتقوا } أي بالغوا في وقاية أنفسهم من غضبه فكما وقاهم في الدنيا من المخالفات حماهم هناك من العقوبات { بمفازتهم } أي بسبب أنهم عدوا أنفسهم في مفازة بعيدة مخوفة فوقفوا فيها عن كل عمل إلا بدليل لئلا يمشوا بغير دليل فيهلكوا ، فأدتهم تقواهم إلى الفوز ، وهو الظفر بالمراد وزمانه ومكانه الذي سميت المفازة به تفاؤلاً ، ولذلك فسر ابن عباس رضي الله عنهما المفازة بالأعمال الحسنة لأنها سبب الفوز ، وقرئ بالجمع باعتبار أنواع المصدر ، وذلك كله بعناية الله بهم في الدارين ، فمفازة كل أحد في الأخرى على قدر مفازته بالطاعات في الدنيا .

ولما كان كأنه قيل : ما فعل في تنجيتهم ؟ قال ذاكراً نتيجة التنجية { لا يمسهم السوء } أي هذا النوع فلا يخافون { ولا هم يحزنون * } أي ولا يطرق بواطنهم حزن على فائت لأنهم لا يفوت لهم شيء أصلاً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

قوله : { وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ } أي يجعل الله النجاة من عذاب جهنم للذين اتقوه بطاعته وعبادته وأداء فرائضه واجتناب معاصيه { بِمَفَازَتِهِمْ } أي بفوزهم وسعادتهم ؛ أي أن النجاة يوم القيامة حصلت بسبب فوزهم في الدنيا بالطاعات وفعل الصالحات .

قوله : { لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوء } أي لا يمس المؤمنين المتقين من عذاب جهنم شيء من أذى { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } أي لا يبتئسون ولا يحزنون على ما فاتهم من زينة الحياة الدنيا ومن مفارقة الأهل والصحب والخلان ، فهم صائرون إلى الكرامة الأبدية المثلى والسعادة الكاملة العظمى في جوار الملك الديّان حيث النعيم الواصب المقيم{[3992]} .


[3992]:تفسير الطبري ج 24 ص 13-14 وتفسير الرازي ج 27 ص 11.