الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

قوله : { بِمَفَازَتِهِمْ } : قرأ الأخَوان وأبو بكرٍ " بمفازاتِهم " جمعاً لَمَّا اختلفَتْ أنواعُ المصدرِ جُمِعَ . والباقون بالإِفرادِ على الأصلِ . وقيل : ثَمَّ مضافٌ محذوفٌ ، أي : بدواعي مَفازتِهم أو بأسبابِها . والمَفازَةُ : المَنْجاة . وقيل : لا حاجةَ لذلك ؛ إذ المرادُ بالمَفازةِ الفلاحُ .

قوله : { لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ } يجوزُ أَنْ تكونَ هذه الجملةُ مفسِّرةً لمفازَتهم كأنَّه قيل : وما مفازَتُهم ؟ فقيل : لا يَمَسُّهم السوءُ فلا مَحَلَّ لها . ويجوزُ أَنْ تكونَ في محلِّ نصبٍ على الحال من الذين اتَّقَوا .