الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

وقوله سبحانه : { وَيُنَجِّى الله الذين اتقوا بِمَفَازَتِهِمْ } الآية ، ذَكَر تعالى حَالَةَ المُتَّقينَ ونجاتهم ؛ لِيُعَادِلَ بِذَلِكَ ما تَقَدَّمَ من شَقَاوَةِ الكَافِرِينَ ، وفي ذلك تَرْغِيبٌ في حالةِ المتقين ؛ لأن الأشياء تَتَبَيَّنُ بِأضْدَادِها ، ومفازتهم مصدَرٌ مِن الفَوْزِ ، وفي الكلام حَذْفُ مضافٍ ، تقديرُهُ : ويُنَجِّي اللَّهُ الذين اتقوا بأسْبَابِ مفازَتِهِمْ ، وال { مَقَالِيدُ } : المفاتيح ؛ وقاله ابن عباس واحدها مِقْلاَدُ كمِفْتَاحٍ ، وقال عثمان بن عَفَّان : سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن مَقَالِيدُ السماوات والأرض .