الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

ثم قال تعالى : { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم } ، أي بفوزهم .

قال السدي : بمفازتهم ، بفضيلتهم{[59166]} .

وقال ابن زيد : ( بأعمالهم ){[59167]} .

وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحشر الله عز وجل مع كل امرئ عمله ، فيكون عمل المؤمن معه في أحسن صورة وأطيب ريح . فكلما كان من رعب أو خوف قال له : لا تُرَعْ ، فما أنت ( بالمراد ولا أنت بالمعنى به ){[59168]} . فإذا كثر{[59169]} عليه قال له : ما أحسنك ! فمن أنت ؟ ! فيقول : أما تعرفني ؟ ! أنا عملك الصالح ! حملتني على ثقلي فوالله لأحملنك{[59170]} اليوم ولأدفعن عنك . فهي التي قال سبحانه . { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم }{[59171]} الآية{[59172]} .


[59166]:انظر: جامع البيان 24/15، والمحرر الوجيز 14/99.
[59167]:المصدر السابق.
[59168]:(ح): بالمراد به ولا أنت بالمعني).
[59169]:(ح): كثر ذلك.
[59170]:(ح): لأحملك.
[59171]:الزمر آية 58.
[59172]:لم أقف عليه إلا عند النحاس في إعرابه 4/19، والقرطبي 15/274 عن أبي هريرة.