فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (61)

{ وَيُنَجّى الله الذين اتقوا } أي اتقوا الشرك ، ومعاصي الله ، والباء في { بِمَفَازَتِهِمْ } متعلقة بمحذوف هو : حال من الموصول ، أي ملتبسين بمفازتهم . قرأ الجمهور { بمفازتهم } بالإفراد على أنها مصدر ميميّ . والفوز : الظفر بالخير ، والنجاة من الشرّ . قال المبرد : المفازة مفعلة من الفوز ، وهو السعادة ، وإن جمع ، فحسن كقولك : السعادة والسعادات . والمعنى : ينجيهم الله بفوزهم ، أي بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : { بمفازاتهم } جمع مفازة ، وجمعها مع كونها مصدراً لاختلاف الأنواع ، وجملة : { لاَ يَمَسُّهُمُ السوء } في محل نصب على الحال من الموصول ، وكذلك جملة : { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } في محل نصب على الحال ، أي : ينفي السوء ، والحزن عنهم ، ويجوز أن تكون الباء في بمفازتهم للسببية ، أي : بسبب فوزهم مع انتفاء مساس السوء لهم ، وعدم وصول الحزن إلى قلوبهم ؛ لأنهم رضوا بثواب الله ، وأمنوا من عقابه .

/خ61