ثم حكى حال المتقين يومئذ قائلاً { وينجي الله الذين اتقوا } الشرك أو المعاصي كبائر وصغائر { بمفازتهم } هي " مفعلة " من الفوز . فمن وحد فلأنه مصدر ، ومن جمع فلاختلاف أجناسها فلكل متق مفازة وهي الفلاح . ولا شك أن الباء هي التي في نحو قولك " كتب بالقلم " . فقال جار الله : تارة تفسير المفازة هي قوله { لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون } فلا محل للجملة لأنه كأنه قيل : وما مفازتهم ؟ فقيل : { لا يمسهم السوء } أي في أبدانهم . { ولا هم يحزنون } يتألمون قلباً على ما فات . وقال : أخرى يجوز أن يراد بسبب فلاحهم أو منجاتهم وهو العمل الصالح ، وذلك أن العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة . ويجوز أن يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لأنه سببها . وعلى هذه الوجوه يكون قوله { لا يمسهم } منصوباً على الحال . وعن الماوردي أن المفازة هاهنا البرية أي بما سلكوا مفازة الطاعات الشاقة وهو غريب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.