تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

لَذِكرى : لعبرة .

أو ألقى السمعَ وهو شهيد : أصغى إلى ما يتلى عليه وهو حاضر ، ويفطن لما يقال .

وفي هذا الذي نتلوه عليك من أخبار الماضين ذكرى وعبرةٌ لمن كان له قلبٌ يدرك الحقائق ويفهم ما يقال له ، ويصغي وهو حاضرٌ شاهد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي : قلب عظيم حي ، ذكي ، زكي ، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله ، تذكر بها ، وانتفع ، فارتفع{[837]}  وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله ، واستمعها ، استماعًا يسترشد به ، وقلبه { شَهِيدٌ } أي : حاضر ، فهذا له أيضا ذكرى وموعظة ، وشفاء وهدى .

وأما المعرض ، الذي لم يلق{[838]}  سمعه إلى الآيات ، فهذا لا تفيده شيئًا ، لأنه لا قبول عنده ، ولا تقتضي حكمة الله هداية من هذا وصفه ونعته .


[837]:- كذا في ب، وفي أ: وارتفع.
[838]:- في ب: لم يصغ.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ إن في ذلك } الذي ذكرت { لذكري } لعظة وتذكيرا { لمن كان له قلب } أي عقل { أو ألقى السمع } أي استمع القرآن { وهو شهيد } حاضر القلب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

" إن في ذلك لذكرى " أي فيما ذكرناه في هذه السورة تذكرة وموعظة " لمن كان له قلب " أي عقل يتدبر به ، فكنى بالقلب عن العقل لأنه موضعه ، قاله معناه مجاهد وغيره . وقيل : لمن كان له حياة ونفس مميزة ، فعبر عن النفس الحية بالقلب ؛ لأنه وطنها ومعدن حياتها ، كما قال امرؤ القيس :

أغَرَّكِ مني أن حبَّكِ قاتلي *** وأنكِ مهما تأمُرِي القلب يفعلِ

وفي التنزيل : " لينذر من كان حيا{[14183]} " [ يس : 70 ] . وقال يحيى بن معاذ : القلب قلبان : قلب مُحْتَشٍ بأشغال الدنيا حتى إذا حضر أمر من الأمور الآخرة لم يدر ما يصنع ، وقلب قد احتشى بأهوال الآخرة حتى إذا حضر أمر من أمور الدنيا لم يدر ما يصنع لذهاب قلبه في الآخرة . " أو ألقى السمع " أي استمع القرآن . تقول العرب : ألق إلى سمعك أي استمع . وقد مضى في " طه{[14184]} " كيفية الاستماع وثمرته . " وهو شهيد " أي شاهد القلب . قال الزجاج : أي قلبه حاضر فيما يسمع . وقال سفيان : أي لا يكون حاضرا وقلبه غائب . ثم قيل : الآية لأهل الكتاب ، قاله مجاهد وقتادة . وقال الحسن : إنها في اليهود والنصارى خاصة . وقال محمد بن كعب وأبو صالح : إنها في أهل القرآن خاصة .


[14183]:راجع جـ 15 ص 55.
[14184]:راجع جـ 11 ص 176.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ لمن كان له قلب } أي : قلب واع يعقل ويفهم .

{ أو ألقى السمع وهو شهيد } أي : استمع وهو حاضر القلب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

ولما ذكرنا هنا من المواعظ ما أرقص{[61240]} الجماد ، فكيف بمن يدعي أنه من رؤوس النقاد ، أنتج قوله مؤكداً لأجل إنكار الجاحد وعناد المعاند : { إن في ذلك } أي الأمر-{[61241]} البديع من العظات التي صرفناها هنا على ما ترون من الأساليب العجيبة والطرق الغريبة في الإهلاك وغيره { لذكرى } أي تذكيراً عظيماً جداً . ولما كان المتذكر بمصارع المهلكين تارة-{[61242]} بأن يكون حاضراً فيرى مصارعهم حال الإيقاع بهم أو يرى آثارهم بعد ذلك ، وتارة يخبر عنها ، قال بادئاً بالرائي{[61243]} لأنه أجدر بالتذكير : { لمن كان } أي كوناً عظيماً { له قلب } هو في غاية العظمة والنورانية إن رأى شيئاً من ذلك فهو بحيث يفهم ما يراه ويعتز به ، ومن-{[61244]} لم يكن كذلك فلا قلب له لأن قلبه لما كان غير نافع كان عدماً .

ولما {[61245]}كان قد{[61246]} بدأ بالناظر لأنه أولى بالاعتبار وأقرب إلى الادكار ، ثنى بمن نقلت إليه الأخبار فقال : { أو ألقى } أي إلقاء عظيماً بغاية إصغائه حتى كأنه يرمي بشيء ثقيل من علو إلى سفل { السمع } أي الكامل الذي قد جرده عن الشواغل من الحظوظ وغيرها إذا سمع ما غاب عنه { وهو } أي و-{[61247]} الحال أنه في حال إلقائه { شهيد * } أي حاضر بكليته ، فهو في غاية ما يكون من تصويب الفكر وجمع الخاطر ، فلا يغيب عنه شيء مما تلي عليه وألقي إليه ، فيتذكر بما ذكرناه به عن قدرتنا من الجزئيات ما أنتجه من القدرة على كل شيء ، ورأى مجد القرآن فعلم أنه كلام الله فسمعه منه فصدق الرسول ، وقبل كل ما يخبر به ، ومن سمع شيئاً ولم يحضر له ذهنه فهو غائب ، فالأول العالم بالقوة{[61248]} وهو المجبول على الاستعداد الكامل فهو بحيث لا يحتاج إلى غير التدبر{[61249]} لما عنده من الكمال المهيأ بفهم ما يذكر به القرآن ، والثاني القاصر بما عنده من كثافة الطبع فهو بحيث يحتاج إلى التعليم فيتذكر بشرط أن يقبل{[61250]} بكليته ، ويزيل الموانع كلها ، فلذلك حسن جداً موقع " أو " المقسمة وعلم منه عظيم شرف القرآن في أنه مبشر للكامل والناقص ، ليس منه مانع غير الإعراض .


[61240]:من مد، وفي الأصل: افرض.
[61241]:زيد من مد.
[61242]:زيد من مد.
[61243]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61244]:زيد من مد.
[61245]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61246]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61247]:زيد من مد.
[61248]:من مد، وفي الأصل: بالقدرة.
[61249]:من مد، وفي الأصل: التدبير.
[61250]:من مد، وفي الأصل: لا يقبل.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }

{ إن في ذلك } المذكور { لذكرى } لعظة { لمن كان له قلب } عقل { أو ألقى السمع } استمع الوعظ { وهو شهيد } حاضر بالقلب .