الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي قلب واع ؛ لأنّ من لا يعي قلبه فكأنه لا قلب له . وإلقاء السمع : الإصغاء { وَهُوَ شَهِيدٌ } أي حاضر بفطنته . لأنّ من لا يحضر ذهنه فكأنه غائب ، وقد ملح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه :

مَا شِئْتَ مِنْ زَهْزَهَةٍ وَالْفَتَى *** بِمُصْقِلاَبَاذٍ لِسَقْيِ الزُّرُوعِ

أو : وهو مؤمن شاهد على صحته وأنه وحي من الله ، أو وهو بعض الشهداء في قوله تعالى : { لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس } [ البقرة : 143 ] وعن قتادة وهو شاهد على صدقه من أهل الكتاب لوجود نعته عنده وقرأ السدي وجماعة «ألقى السمع » على البناء للمفعول . ومعناه : لمن ألقى غيره السمع وفتح له أذنه فحسب ولم يحضر ذهنه وهو حاضر الذهن متفطن . وقيل : ألقى سمعه أو السمع منه .