النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

قوله عز وجل : { إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلبٌ } فيه وجهان :

أحدهما : لمن كان له عقل ، قاله مجاهد ، لأن القلب محل العقل .

الثاني : لمن كانت له حياة ونفس مميزة ، فعبر عن النفس الحية بالقلب لأنه وطنها ومعدن حياتها . كما قال امرؤ القيس :

أغرك مني أن حبك قاتلي *** وأنك مهما تأمري القلب يفعل

{ أوْ أَلقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : ألقى السمع فيما غاب عنه بالأخبار ، وهو شهيد فيما عاينه بالحضور .

الثاني : معناه سمع ما أنزل الله من الكتب وهو شهيد بصحته .

الثالث : سمع ما أنذر به من ثواب وعقاب ، وهو شهيد على نفسه بما عمل من طاعة أو معصية .

وفي الآية ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها في جميع أهل الكتب ، قاله قتادة .

الثاني : أنها في اليهود والنصارى خاصة ، قاله الحسن .

الثالث : أنها في أهل القرآن خاصة ، قاله محمد بن كعب وأبو صالح .