محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 37 } .

{ إن في ذلك } أي في إهلاك القرون التي أهلكت من قبل قريش { لذكرى لمن كان له قلب } أي لتذكرة يتذكر بها من كان له عقل من هذه الأمة ، فينتهي عن الفعل الذي كانوا يفعلونه من كفرهم بربهم ، خوفا من أن يحل بهم مثل الذي حلّ بهم من العذاب .

{ أو ألقى السمع } أي أصغى للأخبار ، عن هذه القرون التي أهلكت ، بسمعه .

{ وهو شهيد } أي حاضر القلب ، متفهم لما يخبر به عنهم ، غير غافل ولا ساه . على أن { شهيد } من الشهود ، وهو الحضور . والمراد : المتفطن ، لأن غير المتفطن كالغائب ، فهو استعارة أو مجاز مرسل . أو { شهيد } بمعنى شاهد ، وفيه مضاف مقدر . أي : شاهد ذهنه . أو هو من الشهادة ، والمراد : شاهد بصدقه ، أي : مصدق له ، لأنه المؤمن الذي ينتفع به . أو هو كناية عن المؤمن – نقله الشهاب- .

لطيفة :

قيل : { أو } لتقسيم المتذكر إلى تال وسامع ، أو إلى فقيه ومتعلم ، أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده ، وقاصر محتاج للتعلم فيتذكر إذا أقبل بكليته ، وأزال الموانع بأسرها . وفي تنكير ( القلب ) وإبهامه ، تفخيم وإشعار بأن كل قلب لا يتفكر ولا يتدبر ، كلا قلب .