الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

ثم قال تعالى : { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } [ 37 ] {[64932]} .

أي : إن في إهلاكنا القرون الماضية قبل قريش بكفرهم لذكرى يتذكر بها ويتعظ بها {[64933]} من كان له عقل من قريش وغيرهم ، فينتهي عن الفعل الذي أهلكت القرون الماضية من أجله وهو الكفر بالله ورسله عليهم السلام {[64934]} وكتبه .

قال قتادة : { لمن كان له قلب } يعني من هذه الأمة . قال : يعني بذلك القلب الحي {[64935]} . فالتقدير لمن كان له عقل {[64936]} يعقل به ما ينفعه وكني عن العقل بالقلب لأنه محله .

ثم قال : { أو ألقى السمع وهو شهيد } ( أي : وألقى بسمعه لأخبار الجزاء عن القرون الماضية التي أهلكت بكفرها وعصيانها {[64937]} ) .

وهو شهيد : أي : متفهم لما يخبر به عنهم معرض عما يخبر به ، هذا معنى قول ابن عباس والضحاك وغيرهما {[64938]} .

وقال قتادة : عني بذلك أهل الكتاب {[64939]} ، فالمعنى وهو شهيد على ما يقرأ في كتاب الله من نعمة {[64940]} محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول معمر {[64941]} {[64942]} .

وقال الحسن هو منافق استمع ولم ينتفع {[64943]} .

وقال أبو صالح هو المؤمن يسمع القرآن وهو شهيد على ذلك {[64944]} .


[64932]:ساقط من ع.
[64933]:ساقط من ع.
[64934]:ساقط من ع.
[64935]:انظر: جامع البيان 26/110.
[64936]:ع: "قلب" وانظر: تفسير الغريب 418، وتأويل مشكل القرآن 115.
[64937]:ع: "وأصغى بسمعه لأخبار الله إياه عن القرون الماضية التي أهلكت بكفرها وعصيانها".
[64938]:انظر: جامع البيان 26/110.
[64939]:انظر: تفسير القرطبي 17/23.
[64940]:ع: "نعت" وهو تحريف.
[64941]:ع: "يعمر".
[64942]:انظر: جامع البيان 26/111، وهو قول قتادة في الدر المنثور 7/609.
[64943]:انظر: جامع البيان 26/111.
[64944]:انظر: تفسير القرطبي 17/23.