تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

وفيها كل ما لذ وطاب ، وهم يعرفون منازلهم فيها كما يعرفون منازلهم في الدنيا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ ويدخلهم الجنة عرفها لهم } بين لهم مساكنهم فيها وعرفهم منازلهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

أي إذا دخلوها يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم ، فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم . قال معناه مجاهد وأكثر المفسدين . وفي البخاري ما يدل على صحة هذا القول عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، [ فيقص لبعضهم من بعض مظالم كان بينهم في الدنيا ]{[13907]} حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة [ منه ]{[13908]} بمنزله في الدنيا ) . وقيل : " عرفها لهم " أي بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال . قال الحسن : وصف الله تعالى لهم الجنة في الدنيا ، فلما دخلوها عرفوها بصفتها . وقيل : فيه حذف ، أي عرف طرقها ومساكنها وبيوتها لهم ، فحذف المضاف . وقيل : هذا التعريف ، بدليل ، وهو الملك الموكل بعمل العبد يمشي بين يديه ويتبعه العبد حتى يأتي العبد منزله ، ويعرفه الملك جميع ما جعل له في الجنة . وحديث أبي سعيد الخدري يرده . وقال ابن عباس : " عرفها لهم " أي طيبها لهم بأنواع الملاذ ؛ مأخوذ من العرف ، وهو الرائحة الطيبة . وطعام معرف أي مطيب ، تقول العرب : عرفت القدر إذا طيبتها بالملح والأبزار . وقال الشاعر يخاطب رجلا ويمدحه :

عَرُفَتْ كإِتْبٍ عرَّفته اللطائمُ{[13909]}

يقول : كما عرف الإتب ، وهو البَقِيرُ والبَقِيرة ، وهو قميص لا كُمَّيْن له تلبسه النساء . وقيل : هو من وضع الطعام بعضه على بعض من كثرته ، يقال حرير معرف ، أي بعضه على بعض ، وهو من العرف المتتابع كعرف الفرس . وقيل : " عرفها لهم " أي وفقهم للطاعة حتى استوجبوا الجنة . وقيل : عرف أهل السماء أنها لهم إظهارا لكرامتهم فيها . وقيل : عرف المطيعين أنها لهم .


[13907]:زيادة عن صحيح البخاري.
[13908]:زيادة عن صحيح البخاري.
[13909]:اللطائم (جمع لطيمة): قطعة مسك.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

ولما كان هذا{[59395]} ثواباً عظيماً {[59396]}ونوالاً جسيماً{[59397]} ، أتبعه ثواباً أعظم منه فقال تعالى : { ويدخلهم الجنة } أي {[59398]}دار القرار{[59399]} الكاملة في النعيم ، وأجاب من {[59400]}كأنه يسأل{[59401]} عن كيفية إدخالهم إياها وكيفيتها عند ذلك بقوله تعالى : { عرفها لهم * } أي-{[59402]} بتعريف الأعمال الموصلة إليها والتوفيق لهم إليها في الدنيا{[59403]} وأيضاً بالتبصير{[59404]} بالمنازل في الآخرة حتى أن أحدهم يصير{[59405]} أعرف بمنزله فيها منه بمنزله في الدنيا ، وطيب رائحتها وجعل موضعها عالياً وجدرانها عالية وهي{[59406]} ذات أغراف وشرف ، وفي هذه الآية بشرى عظيمة لمن جاهد ساعة ما بأن الله يميته على الإسلام المستلزم لئلا يضيع له عمل ، ويؤيده{[59407]} ما رواه الطبراني في الكبير{[59408]} عن فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " للإسلام ثلاث أبيات : سفلى وعليا وغرفة ، فأما السفلى فالإسلام دخل فيه عامة المسلمين {[59409]}فلا تسأل أحداً{[59410]} منهم إلا قال : أنا مسلم ، وأما العليا فتفاضل أعمالهم{[59411]} بعض المسلمين أفضل من بعض ، وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله لا ينالها{[59412]} إلا أفضلهم{[59413]} " .


[59395]:زيد في الأصل: الثواب، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59396]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59397]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59398]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59399]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59400]:في ظ و م ومد: سأل.
[59401]:في ظ و م ومد: سأل.
[59402]:زيد من م ومد.
[59403]:العبارة من هنا إلى "منزله في الدنيا" ساقطة من مد وكلمة "أيضا" ساقطة من ظ و م.
[59404]:من م، وفي الأصل و ظ: بالتبصر.
[59405]:من ظ و م ومد والمجمع، وفي الأصل: فضلهم.
[59406]:سقط من ظ و م ومد.
[59407]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ويؤيد هذا.
[59408]:راجع مجمع الزوائد للهيثمي 5/274.
[59409]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فلا يسأل أحد، وفي المجمع: فلا يسأل أحدا.
[59410]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فلا يسأل أحد، وفي المجمع: فلا يسأل أحدا.
[59411]:من ظ و م ومد واالمجمع، وفي الأصل: أعمال.
[59412]:من مد والمجمع، وفي الأصل و ظ و م: لا ينالهم.
[59413]:من ظ و م ومد والمجمع، وفي الأصل: فضلهم.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

قوله : { ويدخلهم الجنة عرّفها لهم } إذا دخل المؤمنون الجنة يقال لهم : تفرقوا إلى منازلكم فيهتدون إلى بيوتهم ومساكنهم فلا يخطئونها كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون أحدا عليها . وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا " .