قوله : { عَرَّفَهَا لَهُمْ } يجوز فيها وجهان :
فيجوز أن تضمر «قد » ، وأن لا تضمر{[51250]} ، و«عَرَّفَهَا » من التعرف الذي هو ضد الجَهْل والمعنى أن كل أحد يعرف منزله في الجنة . وقيل : الملك الموكل بأعماله يهديه .
وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[51251]} أنه من العَرْفِ وهو الطيب أي طيِّبهَا لهم{[51252]} .
وقال الزمخشري : يحتمل أن يقال : عرَّفَهَا لهم من عرَّفَ الدَّارَ وأَوْرَثَها{[51253]} أي حددها ، وتحديدها في قوله تعالى : { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض } [ آل عمران : 133 ] ، ويحتمل أن يقال : المراد هو قوله تعالى لهم : { وَتِلْكَ الجنة التي أُورِثْتُمُوهَا } [ الزخرف : 72 ] فيشير إليه معرفاً لهم بأنها هي تلك . وقيل : عرفها لهم وقت القتل ، فإن الشهيد وقت وفاته يُعْرَضُ عليه منزلة في الجنة فيشتاقُ إليه{[51254]} . وقرأ أبو عمرو في رواية ويِّدْخِلْهُمْ بسكون اللام{[51255]} وكذا ميم ويُطْعِمُهُمْ{[51256]} وعين { لَيَجْمَعَنَّكُمْ } [ النساء : 87 ] كان يستثقل الحركات . وقد تقدم له قراءة بذلك في { يُشْعِرُكُمْ } [ الأنعام : 109 ] و{ يَنصُرْكُمْ } [ محمد : 7 ] وبابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.