وقوله تعالى : { عَرَّفَهَا لَهُمْ } قال أبو سعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وقتادة ، ومجاهد : معناه : بَيَّنَهَا لهم ، أي : جعلهم يعرفون منازلهم منها ، وفي نحو هذا المعنى قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : " لأَحَدُكُمْ بِمَنْزِلِهِ في الجَنَّة أَعْرَفُ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ في الدّنْيَا " قال القرطبيُّ في «التذكرة » : وعلى هذا القولِ أكثرُ المفسِّرين قال : وقيل : إنَّ هذا التعريفَ إلى المنازِلِ هو بالدليلِ ، وهو المَلَكُ المُوَكَّلُ بِعَمَلِ العَبْدِ ، يمشي بين يَدَيْهِ ، انتهى . وقالت فرقة : معناه : سَمَّاها لهم ، ورَسَمَهَا كُلُّ منزل باسم صاحبه ، فهذا نحو من التعريف ، وقالت فرقة : معناه شَرَّفَهَا لهم ورفعها وعلاَّها ، وهذا من الأَعْرَافِ التي هي الجبال ، ومنه أعرافُ الخَيْلِ ، وقال مُؤَرِّجٌ وغيره : معناه : طَيَّبَهَا ؛ مأخوذٌ من العَرْفِ ، ومنه طَعَامٌ مُعَرَّفٌ ، أي : مُطَيَّبٌ ، وعَرَّفْتُ القِدْرَ : طَيَّبْتُها بالمِلْحِ والتَّابِلِ ، قال أبو حيَّان : { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } البال : الفِكْرُ ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.