الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ عرفها لهم } أي : زينها لهم ، قال أبو سعيد {[63393]} الخدري : إذا نجّى {[63394]} الله المؤمنين من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص بعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ثم يؤذن لهم بالدخول إلى الجنة ، قال : فما كان المؤمن بأدل بمنزله [ في الدنيا منه بمنزله ] {[63395]} في الجنة حتى يدخلها {[63396]} .

قال مجاهد : يهتدي أهل الجنة إلى بيوتهم ومساكنهم منها {[63397]} لا يخطئون {[63398]} كأنهم سكانها منذ خلقوا {[63399]} لا يستدلون عليها بأحد {[63400]} .

قال ابن زيد : بلغنا عن غير واحد أنه يدخل أهل الجنة وهم {[63401]} أعرف بمنازلهم فيها من منازلهم في الدنيا التي يختلفون إليها في عمر الدنيا ، فذلك قوله : { عرفها لهم } {[63402]} .

قال/سلمة {[63403]} بن كهيل معناه : عرفهم طرقها .

وقيل معناه : طيبها لهم ، يقال طعام معرف {[63404]} : أي : مطيب {[63405]} .

وقيل معناه : رفعها لهم ، مأخوذ من عرف الدابة .

وقيل معناه : عرف المكلفين من عباده أنها لهم {[63406]} .


[63393]:سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري الخزرجي، أبو سعيد صحابي، كان من ملازمي النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث كثيرة غزا اثنتي عشرة غزوة، وله 1170 حديث، توفي بالمدينة سنة 74 هـ، روى عنه من الصحابة: جابر وزيد بن ثابت وابن عباس وأنس وابن عمر وابن الزبير. انظر: حلية الأولياء 1/369، وصفة الصفوة 1/714، وتهذيب التهذيب 3/471، والإصابة 2/213، والأعلام 3/87.
[63394]:ح: "نجا" وهو خطأ.
[63395]:ساقط من ح.
[63396]:أخرجه البخاري في الرقاق – باب : القصاص يوم القيامة، وفي المظالم، باب: قصاص الظالم 7/198، وأحمد في المسند 3/57-63-74، والبغوي في شرح السنة – كتاب الفتن – باب: آخر من يخرج من النار 15/196.
[63397]:ساقط من ع.
[63398]:ع: "يخطون".
[63399]:ع: "خلقوا فيها".
[63400]:انظر : تفسير مجاهد 604، وجامع البيان 26/29.
[63401]:ع : "ولهم".
[63402]:انظر : جامع البيان 26/29، وغريب القرآن وتفسيره 1620، وروح المعاني 26/43.
[63403]:سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو يحيي الكوفي، ثقة من الطبقة الرابعة حدث عن ابن أبي أوفى وأبي الطفيل وأبي واتل وسعيد بن جبير والشعبي، وعنه ابنه يحيى بن سلمة والأعمش وشعبة والثوري، قال علي بن المديني: له مائتان وخمسون حديث، وقال أحمد بن حنبل: كان متقنا للحديث ومات سنة إحدى وعشرين في آخرها يوما، وابن سعد مات اثنتين وعشرين ومائة. انظر: طبقات ابن سعد 6/316، والجرح والتعديل 4/170، وسير أعلام النبلاء 5/298 وشذرات الذهب 1/159.
[63404]:ع: "معروف".
[63405]:انظر : زاد المسير 7/398، وتفسير القرطبي 16/231، والبحر المحيط 8/76، وتفسير الخازن 6/175، وروح المعاني 26/43، والصحاح 4/1402، واللسان 2/747.
[63406]:انظر : تفسير القرطبي/ ، وتفسير الغريب 410 .