تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

ينطق عليكم بالحق : يشهد عليكم بالحق .

نستنسخ : نجعل الملائكة تكتب وتنسخ .

ويقال لهم : اليومَ تَسْتَوفون جزاءَ ما كنتم تعملون في الدنيا ، هذا كتابُنا الذي سجّلنا فيه أعمالكم ، وهو صادق عليكم ، إذ كتبتهُ الملائكةُ في دنياكم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

{ هذا كتابنا ينطق } أي ديوان الحفظة { إنا كنا نستنسخ } نأمر بنسخ { ما كنتم تعملون }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

قوله تعالى : " هذا كتابنا " قيل من قول الله لهم . وقيل من قول الملائكة . " ينطق عليكم بالحق " أي يشهد . وهو استعارة يقال : نطق الكتاب بكذا أي بين . وقيل : إنهم يقرؤونه فيذكرهم الكتاب ما عملوا ، فكأنه ينطق عليهم ، دليله قوله : " ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " {[13803]} [ الكهف : 49 ] . وفي المؤمنين : " ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون " {[13804]} وقد تقدم{[13805]} . و " ينطق " في ، موضع الحال من الكتاب ، أو من ذا ، أو خبر ثان لذا ، أو يكون " كتابنا " بدلا من " هذا " و " ينطق " الخبر . " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " أي نأمر بنسخ ما كنتم تعملون . قال علي رضي الله عنه : إن لله ملائكة ينزلون كل يوم بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم . وقال ابن عباس : إن الله وكل ملائكة مطهرين فينسخون من أم الكتاب في رمضان كل ما يكون من أعمال بني آدم فيعارضون حفظة الله على العباد كل خميس ، فيجدون ما جاء به الحفظة من أعمال العباد موافقا لما في كتابهم الذي استنسخوا من ذلك الكتاب لا زيادة فيه ولا نقصان . قال ابن عباس : وهل يكون النسخ إلا من كتاب . الحسن : نستنسخ ما كتبته الحفظة على بني آدم ؛ لأن الحفظة ترفع إلى الخزنة صحائف الأعمال . وقيل : تحمل الحفظة كل يوم ما كتبوا على العبد ، ثم إذا عادوا إلى مكانهم نسخ منه الحسنات والسيئات ، ولا تحول المباحات إلى النسخة الثانية . وقيل : إن الملائكة إذا رفعت أعمال العباد إلى الله عز وجل أمر بأن يثبت عنده منها ما فيه ثواب وعقاب ، ويسقط من جملتها ما لا ثواب فيه ولا عقاب .


[13803]:آية 49 سورة الكهف.
[13804]:آية 62 سورة المؤمنون.
[13805]:راجع ج 10 ص 418 و ج 12 ص 134.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

ولما أخبر بالجزاء ، بين كيفية ما به يطبق بين كتاب الإنزال وكتاب الأعمال ، فما حكم به كتاب الإنزال أنفذه الكبير المتعال ، فقال مشيراً إلى كتاب الإنزال بأداة القريب{[58307]} لقربه وسهولة فهمه : { هذا كتابنا } أي-{[58308]} الذي أنزلناه على ألسنة رسلنا { ينطق } أي يشهد شهادة هي-{[58309]} في بيانها كالنطق { عليكم بالحق } أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع من أعمالكم ، وذلك بأن يقول : من عمل كذا فهو كافر ، ومن عمل كذا فهو عاص ، ومن عمل كذا فهو مطيع ، فيطبق ذلك على ما عملتموه فإذا الذي أخبر به الكتاب مطابق لأعمالكم {[58310]}لا زيادة{[58311]} فيه ولا نقص ، كل كلي ينطبق على جزئيه سواء بسواء كما نعطيكم علم ذلك في ذلك اليوم ، فينكشف أمر جبلاتكم وما وقع منكم من جزئيات الأفعال لا يشذ عنه {[58312]}منه ذرة{[58313]} ، وتعلمون أن هذا الواقع منكم مطابق لما أخبر به{[58314]} الكتاب الذي أنزلناه ، فهو حق ؛ لأن الواقع طابقه ، هذا نطقه عليكم ، وأما نطقه لكم فالفضل : الحسنة بعشر أمثالها إلى ما فوق ذلك .

ولما كانت العادة جارية في الدنيا بإقامة الحقوق بكتابة الوثائق{[58315]} ، وكانوا كأنهم يقولون : من يحفظ أعمالنا على كثرتها مع طول المدة وبعد الزمان ، وكانوا ينكرون أمر الحفظة وغيره مما أتت به الرسل ، أكد قوله مجيباً بما يقرب إلى عقل من يسأل عن ذلك : { إنا } على ما لنا من {[58316]}القدرة و{[58317]}العظمة الغنية عن الكتابة{[58318]} { كنا } على الدوام { نستنسخ } أي نأمر ملائكتنا بنسخ أي نقل { ما كنتم } طبعاً لكم وخلقاً { تعملون * } قولاً وفعلاً ونية ، فإن كان المراد بالنسخ مطلق النقل فهو واضح{[58319]} ، وإن كان النقل من أصل فهو إشارة إلى لوح الجبلات المشار إليه بكنتم أو من اللوح المحفوظ ليطابق به ما يفعله العامل ، ومن المشهور بين الناس أن كل أحد يسطر{[58320]} في جبينه ما يلقاه من خير أو شر .


[58307]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: القرب.
[58308]:زيد من م ومد.
[58309]:زيد من م ومد.
[58310]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لان سياقه.
[58311]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لان سياقه.
[58312]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مرة.
[58313]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مرة.
[58314]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: من.
[58315]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الوفايق.
[58316]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58317]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58318]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الكتاب أيضا.
[58319]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أوضح.
[58320]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: ينظر.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

{ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون }

{ هذا كتابنا } ديوان الحفظة { ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ } نثبت ونحفظ { ما كنتم تعملون } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

قوله : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } { هذا } مبتدأ . و { كتابنا } خبره : وقيل : { كتابنا } بدل من { هذا } ، و { ينطق } خبر المبتدأ{[4195]} والمراد بكتاب الله ، الكتاب الذي تحفظ في أعمال العباد . فقد أمر الله الملائكة بكتابته . وهو يوم القيامة يشهد بالحق على أصحابه بما فعلوه إن أنكروا منه شيئا . وقيل : كتاب الله الذي ينطق عليهم بالحق يوم القيامة هو أم الكتاب ، فإن فيه أعمال بني آدم كلها .

قوله : { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } { نستنسخ } من النسخ وهو النقل والكتابة {[4196]} والمعنى : كنا نستكتب الحفظة أعمال العباد فتثبتها في الكتب . أو أن الملائكة يستنسخون أعمال بني آدم .


[4195]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 366.
[4196]:المعجم الوسيط جـ 2 ص 917.