اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

قوله : { يَنطِقُ عَلَيْكُم بالحق } أي يشهد عليكم بأعمالكم من غير زيادة ولا نقصان .

وقيل : المراد بالكتاب اللوح المحفوظ{[50739]} . و«ينطق » يجوز أن يكون حالاً ، وأن يكون خبراً ثانياً ، وأن يكون «كتابنا » بدلاً و «ينطق » خبر وحده و «بالحق » حال{[50740]} .

قوله : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم أي بكتبها وإثباتها عليكم . وقيل : نستنسخ أي نأخذ نسخة ، وذلك أن الملكين يرفعان عمل الإنسان فيثبت الله منه ما كان له من ثواب أو عقاب ، ويطرح منه اللغو ، نحو قولهم : هلُم ، واذهب ، فالاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون من أعمال بني آدم . والاستنساخ لا يكون إلا من أصل كما ينسخ كتابٌ من كِتَاب . وقال الضحاك : نستنسخ أي نُثْبِتُ . وقال السدي : نكتب . وقال الحسن : نَحْفَظُ{[50741]} .


[50739]:الرازي 27/272.
[50740]:انظر البيان لابن الأنباري 2/366.
[50741]:القرطبي 16/175 و176 والبحر المحيط 8/51.