ثم قال : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } أي يقال لهم{[62618]} في{[62619]} ذلك اليوم إذا عرضت عليهم أعمالهم في كتبهم التي أحصتها عليهم الحفظة : هذا كتابنا ينطق عليكم بما أسلفتم في الدنيا من الأعمال ، قد أحصته عليكم الحفظة ، فاقرؤوه{[62620]} .
{ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } أي : كانت حفظتنا{[62621]} تكتب{[62622]} أعمالهم فتثبتها{[62623]} في الكتب عليكم .
وقال ابن عباس : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ، ( هو أم ){[62624]} الكتاب فيه أعمال بني آدم{[62625]} .
وقوله : { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } قال{[62626]} هم الملائكة يستنسخون أعمال{[62627]} بني آدم من اللوح المحفوظ قبل أن يعملوها ، ثم يقابلون بذلك أعمال بني آدم فلا يزيدون شيئا ولا ينقصون شيئا قد كتب الله عز وجل ذلك قبل خلقهم وعلمه وقضاه{[62628]} .
قال ابن عباس : إن الله جل ذكره خلق النون{[62629]} – وهي الدواة – وخلق القلم فقال : اكتب قال : ما أكتب ، فقال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل{[62630]} معمول ، بر أو فجور ورزق{[62631]} مقسوم من حلال ( أو حرام ){[62632]} ، ثم الزم{[62633]} كل شيء من ذلك شأنه : دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم ، وخروجه منها كم هو{[62634]} ، ثم{[62635]} جعل على العبادة حفظة ، وعلى الكتاب خزانا ، فالحفظة ينسخون كل يوم من الخزان{[62636]} عَمَل ذلك اليوم فإذا فنى الرزق وانقطع الأثر ، وانقضى الأجل أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم ( من الخزنة ) فتقول لهم الخزنة : ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا ، فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا{[62637]} .
قال{[62638]} ابن عباس : ( ألستم عربا{[62639]} تسمعون الحفظة تقول : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل ){[62640]} .
وعنه أيضا أنه قال : فرغ الله عز وجل مما هو كائن فتنسخ الملائكة ما يعمل يوما بيوم من اللوح المحفوظ ، فيقابل به عمل الإنسان لا يزيد على ذلك ولا ينقص .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن الملائكة ينزلون في{[62641]} كل يوم{[62642]} بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم ){[62643]} .
وقيل لابن عباس : ما توهمنا إلا أنهم يكتبونه بعدما يعمل . فقال : أنتم قوم عرب والله{[62644]} يقول : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) وهل{[62645]} يكون الاستنساخ إلا من نسخه .
وروى مجاهد عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم{[62646]} قال : " أول شيء خلقه الله عز وجل القلم ، فأخذه بيمينه – وكلتا يديه يمين – فكتب : الدنيا وما يكون فيها من عمل ( معمول بر ){[62647]} أو فجور ، رطب أو يابس ، فأمضاه عنده ( في الذكر ){[62648]} . ثم قال : اقرؤوا إن شئتم : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه " {[62649]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.