النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (29)

قوله عز وجل : { هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالحَقِّ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه القرآن يدلكم على ما فيه من الحق ، فكأنه شاهد عليكم ، قاله ابن قتيبة .

الثاني : أنه اللوح المحفوظ يشهد بما قضي فيه من سعادة وشقاء ، خير وشر ، قاله مقاتل ، وهو معنى قول مجاهد .

الثالث : أنه كتاب الأعمال الذي يكتب الحفظة فيه أعمال العباد ويشهد عليكم بما تضمنه من صدق أعمالكم ، قاله الكلبي .

{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُم تَعْمَلُونَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني يكتب الحفظة ما كنتم تعملون في الدنيا ، قاله{[2602]} علي رضي الله عنه ومن زعم أنه كتاب الأعمال .

الثاني : أنه الحفظة تستنسخ الخزنة ما هو مدوَّن عندها من أحوال العباد ، قاله ابن عباس ومن زعم أن الكتاب هو اللوح المحفوظ .

الثالث : نستنسخ ما كتبت{[2603]} عليكم الملائكة الحفظة ، قاله الحسن ؛ لأن الحفظة ترفع إلى الخزنة صحائف الأعمال .


[2602]:قال علي كرم الله وجهه: إن لله ملائكة ينزلون كل يوم بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم.
[2603]:في الأصل حفظت والتصويب من تفسير القرطبي عند نقله قول الحسن ص 175 ج 16 من تفسير القرطبي.