الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

قوله تعالى : ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) : هو استفهام إنكار ، والذكر ها هنا القرآن . أنكروا اختصاصه بالوحي من بينهم . ( بل هم في شك من ذكري ) أي : من وحيي وهو القرآن . أي قد علموا أنك لم تزل صدوقا فيما بينهم ، وإنما شكوا فيما أنزلته عليك هل هو من عندي أم لا . ( بل لما يذوقوا عذاب ) أي : إنما اغتروا بطول الإمهال ، ولو ذاقوا عذابي على الشرك لزال عنهم الشك ، ولما قالوا ذلك ، ولكن لا ينفع الإيمان حينئذ . و " لما " بمعنى لم وما زائدة كقوله : ( عما قليل ) [ المؤمنون : 40 ] وقوله : ( فبما نقضهم ميثاقهم ) [ النساء : 155 ] .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

{ أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب } :

{ أَأُنزل } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية ، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه { عليه } على محمد { الذكر } أي القرآن { من بيننا } وليس بأكبرنا ولا أشرفنا : أي لم ينزل عليه ، قال تعالى : { بل هم في شك من ذكري } وحْيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به { بل لما } لم { يذوقوا عذاب } ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ .