الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَءُنزِلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ مِنۢ بَيۡنِنَاۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّن ذِكۡرِيۚ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ} (8)

ودل على أنه حسد منهم قوله عنهم : { أأنزل عليه الذكر من بيننا } ، أي : كيف خص محمد بنزول القرآن عليه من بيننا .

وهذا كقولهم : { وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }{[58058]} أي : من إحدى القريتين ، يعنون : مكة والطائف ، يعنون : الوليد بن المغيرة المخزومي{[58059]} من أهل مكة ، وعروة بن مسعود الثقفي{[58060]} من أهل الطائف .

والمعنى : على أحد رجلين من إحدى القريتين .

ثم قال تعالى : { بل هم في شك من ذكري } أي : في شك من القرآن .

{ بل لما يذوقوا عذاب } أي : لم يذوقوا العذاب ، ولو ذاقوه لأيقنوا حقيقة ما هم فيه وعلموا أن الذين كذبوا به حق .


[58058]:الزخرف آية : 30.
[58059]:هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم، أبو عبد شمس، من قضاة الجاهلية، ومن زعماء قريش ومن زنادقتها. هلكا بعد الهجرة بثلاثة أشهر. وهو والد سيف الله خالد بن الوليد. انظر: جمهرة أنساب العرب 144، والكامل لابن الأثير 2/71.
[58060]:هو عروة بن مسعود بن معتب الثقفي، أسلم وحسن إسلامه. كان كبيرا في قومه بالطائف قتله أحد أهل الطائف بسهم سنة 9 هـ. انظر: الاستيعاب 3/1066 ت 1804، والإصابة ت 5526.